الأربعاء، 21 فبراير 2018

مظاهرة برديس ضد الاحتلال البريطانى

                             undefined
                                       منشور يدعو اهالى برديس الى التظاهر ضد الاحتلال البريطانى
بسم الله الرحمن الرحيم 
يتبين لنا كما هو واضح من هذا المنشور انه عبارة عن دعوة موجهة من  من رابطة الطلبة لاهالى برديس بانهم سوف يعقدون مؤتمرا وطنيا هم وجميع الهيئات والطوائف ببرديس يوم الاربعاء الموافق 14 من نوفمبر فى ساحة اولاد مجلى (1) ببرديس تعقبه مظاهرة شعبية تطوف جميع انحاء البلد اظهارا للشعور الوطنى بمناسبة بدأ  الجهاد المقدس لتحرير وادى النيل من قيود الذل والاستعباد .
ويحدد المنشور الساعة الثامنة صباحا من يوم الاربعاء الموافق 14 من نوفمبر ويبين المنشور ان ذلك يوم ذكرى الشهداء وان هذه المظاهرة اشتراكا من اهالى برديس مع ابناء وادى النيل العزيز ويطلب المنشور من ابناء برديس بمختلف طبقاتهم الاشتراك فى هذه المناسبة السعيدة .
وفى اخر المنشور يثنى على مملكة مصر والسودان والملك فاروق بعبارة " ولتحيا مملكة مصر والسودان حرة عزيزه فى ظل تاج الفاروق المفدى "
ويرجو المنشور من التجار واصحاب الحرف ان يغلقوا محالهم من الساعة الثامنة صباحا وحتى انتهاء المظاهرة من الطواف فى ذلك اليوم .
ولم يذكر المنشور سنة هذا المنشور على اعتبار ان سنة توزيع المنشور هى نفس السنة التى سوف تخرج فيها المظاهرة فلا داعى لذكرها فى المنشور .
وبالبحث عن هذه المظاهرات وجدت ما يلى : 
بدات قصة هذه المظاهرات عندما اعلن مصطفى النحاس باشا رئيس حكومة الوفد وقتها وتحت ضغط شعبى الغاء معاهدة 1936 م والتى كانت تعتبر المحتل البريطانى حليف وليس محتل وكان ذلك يوم 18 اكتوبر سنة 1951 .
وبعد الغاء هذه المعاهدة تم اعلان الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطانى والتى كانت تتمركز قواعدهم فى مدن القنال وظهر ما يعرف وقتها بحركة الفدائيين المكونه من شباب مصر المناضل  لمحاربة الانجليز فى جميع مدن القناة .
ونتج عن ذلك سقوط الاف من الشهداء فى جميع مدن القناة نتيجة للرد الغاشم من قوة الاحتلال البريطانى وكذلك حركة الفدائيين كبدت الاحتلال البريطانى خسائر كبيرة فى المعدات والارواح .

وتضامنا مع هؤلاء الشهداء ومطالبة بخروج الاحتلال البريطانى من وادى النيل تم الدعوة من قبل القوى الوطنية فى مصر الى تظاهرة مليونية يشترك فيها جميع ابناء وطوائف المجتمع المصرى وتكون فى جميع المدن والقرى المصرية .
وقد وجدت الدعوة تجاوبا كبيرا من جميع طوائف الشعب وتم التخطيط للمظاهرة بحيث تكون صامته لكى تليق بجلال ذكرى الشهداء الذين سقطوا برصاص  الاحتلال الانجليزى .
وكان محدد لهذه التظاهرة يوم الاربعاء 14 من نوفمبر سنة 1951 اى بعد الغاء معاهدة 1936 م واعلان الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطانى ب 26 يوم فقط سقط خلالها الالاف من الشهداء من شباب مصر الفدائى فى جميع مدن القناة .
                                     

وهذه صورة توضح المظاهرة والمسيرة التى قام بها أبناء برديس فى ذلك اليوم وقد اشترك فيها جمع الطوائف ويتقدم المسيرة الطوائف ويتقدم المسيرة المرحوم المهندس ابراهيم البولاقى فى شبابه حاملا علم المملكة المصرية وخلفه أهالى برديس يتقدمهم على الخيول رجال نقطة شرطة برديس من ضباط وعساكر .
وكانت الدعوة فى القاهرة تحدد ميدان التحرير والذى كان يسمى وقتها ميدان الاسماعلية لتجمع وانطلاق هذه المظاهرة .
وبالفعل فى صباح اليوم المحدد وهو يوم الاربعاء الموافق  14 من نوفمبر سنة 1951 م. شهد ميدان التحرير هذه المظاهرة الكبرى التى تجاوزت المليون مصرى من جميع طوائف المجتمع ( هذا غير باقى المظاهرات التى عمت جميع انحاء وادى النيل وقتها ) .
                          undefined
وكان على رأس هذه المظاهرة والتى طافت العديد من ميادين القاهرة بداية من ميدان التحرير اعضاء حكومة الوفد وعلى رأسهم رئيس وزراء مصر وقتها مصطفى النحاس باشا .
                                     
                                        undefined 

وكان الخبر الرئيسى فى جميع الجرائد المصرية فى اليوم التالى لهذه التظاهرة يشيد بما تم فى هذه المظاهرات وبما اظهره الشعب المصرى من حث وطنى تجاه بلده الغالية مصر .
وعندما بحثت فى هذا الموضوع وجدت العديد من قصص البطولات التى قام بها شباب الفدائيين المصرين ضد المحتل البريطانى فى جميع مدن القناة لا يتسع هذا المقال لذكرها .
وهذه هى قصة هذا المنشور ومشاركة اهالى برديس فى هذه المظاهرات العظيمة ضد المحتل البريطانى الغاشم والذى تسبب فى سقوط الاف الشهداء من ابناء وادى النيل .
مختار احمد البدوى الافندى 
_______________________________
(1) ساحة اولاد مجلى ببرديس / البلينا / سوهاج هى ساحة موجودة حتى الان فى مسجد ومقام مشايخ اولاد مجلى .

السبت، 14 يناير 2017

العرابة المدفونة ........ من الذى دفنها


undefined
                              معبد سيتى الاول بابيدوس 
بسم الله الرحمن الرحيم 
عندما كنت طالبا بالصف الرابع الثانوى بمعهد جرجا الثانوى الازهرى وكان ذلك خلال العام الدراسى 1991 / 1992 ميلادية  حدث عجز فى المدرسين فى مادتى الرياضيات واللغة الانجليزية فتم الاستعانة بمدرسين من خارج المعهد للتدريس لنا بنظام الحصة .
ونظرا لاننا فى الصف الرابع الثانوى فلا يصلح للتدريس لنا حديثى التخرج ولذلك تم الاستعانه بمدرسين من ذوى الخبرة السابقة فجاء لتدريس اللغة الانجليزية معلم على المعاش منذ فترة يدعى الاستاذ / عبد المعطى جمهور حيث انه عمل بالتدريس فترة كبيرة ورقى حتى وصل الى مدير مدرسة اعدادى وكذلك تم انتدابه فى المحليات حيث عمل رئيس قرية عرابة ابيدوس ( العرابة المدفونه ) بمركز البلينا وذلك قبل ان يحال الى المعاش منذ عدة سنوات .
واثناء تدريسه  لنا فى الفصل اللغة الانجليزية كان  من وقت لاخر يحكى لنا عن بعض ذكرياته اثناء فترة عملة الطويلة بداية من العمل بالتدريس ثم الادارة المدرسية وانتهاءا بعملة كرئيس لقرية عرابة ابيدوس ( العرابة المدفونه ) .

undefined
          الاستاذ عبدالمعطى جمهور رئيس قرية عرابة ابيدوس سابقا 
ومن القصص التى رواها لنا الاستاذ عبد المعطى جمهور والتى حدثت له اثناء توليه رئاسة قرية ابيدوس انه هو الذى قام بتغيير اسم قرية عرابة ابيدوس من ( قرية العرابة المدفونه ) (1) الى اسم ( قرية عرابة ابيدوس )  وحكى لنا سبب تغيير هذا الاسم .
حيث انه كان فى مشوار الى مدينة سوهاج اثناء عملة كرئيس لقرية العرابة المدفونة واراد ان يستريح بعض الوقت فجلس على احد المقاهى لكى يتناول كوب من الشاى .
واثناء جلوسه على المقهى اقترب منه احد الشباب وسأله اليس حضرتك الاستاذ عبد المعطى جمهور رئيس قرية العرابة المدفونه بمركز البلينا .
فقال له نعم انا 
فقال له الشاب انا من قرية العرابة المدفونه وكنت اريد منك طلب فقال له الاستاذ عبد المعطى تفضل ماذا تريد .
فقال له الشاب عندما يسألنى زملائى عند اسم قريتى او بلدى فاقول لهم اننى من العرابة المدفونه فيضحكون على ويقولون لى ( ومن الذى دفنها ) وانا اتضايق من كلامهم اليس من الممكن ان نغير اسم قريتنا من العرابة المدفونه الى اسم اخر .
فقال له الاستاذ عبد المعطى جمهور سوف ابحث هذا الامر ووعده انه سوف يحاول ان يغير هذا الاسم .
ثم اكمل الاستاذ عبد المعطى لنا باقى القصه حيث حكى لنا انه اخذ يبحث فى هذا الامر ووجده ممكنا فقام بالبحث عن اسم لقرية العرابة المدفونه وقراء فى تاريخ هذه البلدة فوجد ان اسمها قديما كان ( ابيدوس ) فقام الاستاذ عبدالمعطى بعمل مذكرة  طلب فيها تغيير اسم قرية ( العرابة المدفونة ) الى قرية ( عرابة ابيدوس ) وان ذلك سوف يكون دعاية جيدة  للسياحة وجذب المزيد من السياح لمشاهدة المعالم السياحية فى هذه القرية .
ورفع هذه المذكرة الى رئيس مجلس مدينة البلينا وتم التأشير عليها بالموافقة ثم تم رفعها الى السيد محافظ سوهاج فى ذلك الوقت وكذلك تم الموافقة عليها ومن وقتها تم تغيير اسم قرية ( العرابة المدفونة ) الى قرية ( عرابة ابيدوس ) وكان ذلك تقريبا فى فترة الثمانينات من القرن الماضى .
وكان دائما الاستاذ عبدالمعطى جمهور عليه رحمة الله تعالى يفتخر امامنا  بهذا الامر.
 ‏مختار احمد البدوى الافندى‏.
        ( مختار الافندى )
_________________________________________
(1) قرية العرابة المدفونة ( عرابة ابيدوس ) هى قرية تابعة لمركز البلينا محافظة سوهاج وتقع هذه القرية غرب مدينة البلينا بحوالى 10 كم وتحتوى على العديد من المعابد والمقابر الفرعونية ويقال انها اول عاصمة لمصر .
* وبعد نشرى لهذا المقال  على الفيس بوك علق الاستاذ / احمد حفنى الحلفاوى  عليه بان العرابة المدفونة سميت بذالك لان معبد سيتى الاول ورمسيس التانى كانا مدفونين وتغطيهم الاتربه الى ان تم اكتشافهم تقريبا فى  عام 1905 .
رابط المقال على موقع كنانة هو 
http://kenanaonline.com/users/mokhtarafandy/posts/906997/edit

الأربعاء، 10 أغسطس 2016

بيت شعر عبر العصور

                                   undefined
بسم الله الرحمن الرحيم 
عندما كنت طالبا فى كلية التربية جامعة الازهر سنة 1995 م تقريبا زارنى صديقى الاستاذ احمد موسى محمود وهو مدرس ثانوى  للغة العربية فى بلدى برديس ووقتها كان طالبا فى كلية الدراسات الاسلامية والعربية بجامعة الازهر بالقاهرة وكان محبا للشعر وكاتبا له وله العديد من القصائد الشعرية .
وقص لى هذه القصة 
انه يدرس لهم فى الكلية الدكتور محمد السعدى فرهود ( رئيس جامعة الازهر سابقا ) وهو حاليا يدرس لهم فى كلية الدراسات الاسلامية والعربية بالقاهرة وحكى لهم اثناء احدى المحاضرات التى يلقيها عليهم هذه القصة الطريفة .
انه فى احد مجالس الخليفة الاموى عبد الملك بن مروان كانوا يتدارسون الشعر هو ومجموعة من الشعراء الذين يحضرون مجلسه فذكروا بيت لاحد الشعراء فى ذلك العصر وهو الشاعر ( نصيب بن رباح ) 
وكان هذا الشاعر يهيم بمحبوبته والتى كانت تسمى  ( دعد ) فقال لها هذا البيت . 
أهيم بدعد ما حييت فاءن أمت           :         فواحزنى من ذا يهيم بها بعدى 
( فعاب احد الشعراء من جلساء الخليفة عبدالملك بن مروان قول الشاعر نصيب وكان يدعى الأقيشر فقال له عبدالملك بن مروان لو كنت مكانه ماذا كنت تقول )
 فقال الأقيشر كنت أقول .
أهيم بدعد ما حييت فاءن أمت            :            أكفل بها من يهيم بها بعدى 
 ( فعاب ايضا عبد الملك بن مروان قول الأقيشر وقال له لقد قلت والله أسوأ مما قال فقالوا له فكيف كنت تقول يا أمير المؤمنين  ؟ )
فقال عبدالملك بن مروان لو كنت مكانه كنت اقول : 
أهيم بدعد ما حييت فاءن أمت          :         فلا صلحت دعد لذى خلة بعدى
( وأثنى جميع الحاضرين فى جلسة الخليفة عبد الملك بن مروان على شعره وقالوا : والله انت اشعر الثلاثة ياأمير المؤمنين )
وهنا انهى الدكتور محمد السعدى فرهود قصته التى قصها على طلابه فى كلية الدراسات بجامعة الازهر .
واخبرهم بأنه هو ايضا اكمل البيت حيث قال الدكتور محمد السعدى فرهود مكملا البيت الشعرى للشاعر نصيب بن رباح 
أهيم بدعد ما حييت فاءن أمت          :           فضم الاله لحد دعد الى لحدى 
وهنا أخبرنى صديقى الشاعر الاستاذ احمد موسى محمود بأنه هو ايضا اكمل بيت الشعر قائلا .
أهيم بدعد ما حييت فاءن أمت         :            تكفل طيفى أن يهيم بها بعدى 
وبعد فترة من الزمن كنت جالسا انا وأخى حسن الافندى فى مسكننا وهو عبارة عن احدى الشقق فى الحى الثامن بمدينة نصر وكان وقتها طالبا بكلية الهندسة جامعة الازهر وكان معنا اثنين من اصدقائى وزملائى فى كلية التربية  وهما الاستاذ ابراهيم فراج طربوش والاستاذ عبد الرحمن صابر الزيتوى وهما من جرجا فقصصت لهم هذه القصة فأعجبوا بها وطلبت منهم ان يحاول كل منهم ان يكمل هذا البيت الشعرى للشاعر نصيب بن رباح .
وكنت وقتها لى فى كتابة بعض ابيات الشعر فكنت  أول من اكمل هذا البيت وكذلك قلت بيت اخر بعده فقلت 
أهيم بدعد ما حييت فاءن أمت           :        فلا أحب أن يهيم أحد بها بعدى 
 ولكن  ما لى  فى  ذلك  حيلة            :            فذلك  بيد  الله  ثم  بيد دعد  
ثم أكمل البيت  أخى المهندس حسن احمد البدوى الافندى وكذلك اكمل بيت اخر بعده فقال : 
أهيم بدعد ما حييت فاءن أمت         :        تهيم بحبها لى ما حيت من بعدى 
وياويلتى على هذا الحب الذى         :        سيقضى عليها فلا حياة لها بعدى 
ثم اكمله الاستاذ ابراهيم فراج طربوش فقال 
أهيم بدعد ما حييت فاءن أمت          :           تهيم كل القلوب بها من بعدى 
ثم اكمله الاستاذ عبد الرحمن صابر الزيتونى فقال 
أهيم بدعد ما حييت فاءن أمت          :       تموت بحسرة حبها لى من بعدى 
وفى أوائل شهر فبراير 2016 كتبت هذه القصة ونشترها على النت وفى صفحات التواصل الاجتماعى ( فيس بوك ) وتم التعليق عليها واكمال البيت مرة اخرى .
 فأولا اكمله الاستاذ عبدالرحيم السيد عبد الرحيم الزيات وهو مدرس بمعهد برديس الثانوى الازهرى وحاليا معار لاحدى الدول الافريقية فعلق عن طريق الفيس قائلا :
أهيم بدعد ما حييت فاءن أمت          :         فلا حيت دعد ولا أحد بعدى
وكذلك علق الاستاذ عبدالرحيم عبدالحكيم عبداللطيف وهو أيضا مدرسا فى معهد برديس الازهرى قائلا :
ما اجمل دعد فقد فجرت الابداع على مر الزمن واكمل البيت قائلا
أهيم بدعد ما حييت فاءن أمت          :           ظلت روحى تهيم بها
فكيف لدعد بعد فراقى ترى هياما       :       وقد حجب الدمع عيناها
وهنا انتهت قصة هذا البيت الشعرى الذى قاله الشاعر نصيب بن رباح وهو من موالى عبد العزيز بن مروان والد خامس الخلفاء الراشدين الخليفة عمربن عبد العزيز و اكمله بعده  العديد من الشعراء سواء فى العصر الاموى فى مجلس الخليفة عبد الملك بن مروان أوفى العصر الحديث فى قاعة محضرات كلية الدراسات بجامعة الازهر وكذلك فى مسكنى فى الحى الثامن بمدينة نصر حيث كنت اسكن عندما كنت طالبا مع أخى حسن و بعض زملائى .
ثم اكمله بعد 21 سنه اخرى كلا من الاستاذين عبدالرحيم الزيات وعبدالرحيم عبد الحكيم عن طريق الفيس بوك الذى لم يكن موجودا لا قى عصر عبدالملك بن مروان ولا فى فترة دراستنا فى جامعة الازهر .
 فياترى هل اكمله احد غير هؤلاء وهل هناك احد فكر فيه غيرهم وياترى هل يوجد من سوف يكمله  بعدهم  ....... الله أعلم ؟ 
 ‏مختار احمد البدوى الافندى‏.
      ( مختار الافندى‏ )

رسالة من الشيخ المراغى لجدى الشيخ مختار الافندى


undefined   
رسالة الشيخ المراغى لجدى الشيخ مختار الافندى
بسم الله الرحمن الرحيم 
هذه رسالة من المرحوم الشيخ العالم الجليل محمد بن محمد بن حامد المراغى الجرجاوى ( 1282 _ 1361 هجرية  /  1865 _ 1942 ميلادية )  الى جدى المرحوم الشيخ مختار حسن عثمان الافندى يسأله فيها هل انتهى من دراسة اجزاء كتاب - شرح العمروسى على متن أبى الضياء سيدى خليل - ومعرفة الجزء المفقود من الاجزاء الاربعة للكتاب حتى يأتى الشيخ المراغى الى جدى فى برديس لمراجعة شرح الكتاب معه وتاريخ هذه الرسالة 2/12/1352 هجرية الموافق 17/3/1934 ميلادية و الشيخ المراغى هو من كبار مؤرخى الصعيد وله العديد من الكتب التى تزيد على ستين كتابا يوجد معى منها كتاب اضواء الطالع السعيد الجامع لاسماء نجباء الصعيد والمسمى ب ( تعطير النواحى والارجاء بذكر من اشتهر من علماء وأعيان مدينة الصعيد جرجا ) والذى يتكون من ثلاث اجزاء ذكر فيه المئات من علماء وشيوخ واعيان وامراء جرجا وتوفى الشيخ المراغى عليه رحمة الله فى بلده جرجا سنة ( 1361 هجريه / 1942 ميلاديه ) ودفن فى جرجا  .
وقام بتحقيق هذا الكتاب الدكتور احمد حسين النمكى وهو من جرجا وحاصل على دكتوراه فى التاريخ من كلية الاداب - جامعة اسيوط .
undefined
          صورة للشيخ والعالم والمؤرخ  محمد بن محمد بن حامد المراغى
                                     الجرجاوى 
وجدت هذه الرسالة بالصدفه داخل احدى الاسطوانات القديمه الخاصه بحفظ الاوراق وجدتها فوق المكتبه الخاصه بجدى الشيخ مختار حسن عثمان الافندى .
وجذبنى جدا الاسلوب الشبق الذى كتبه الشيخ المراغى رحمه الله فى رسالته والذى يدل على مدى الادب والاخلاق الفاضلة التى كان يتمتع بها ومدى تقدير العلماء لبعضهم البعض مع العلم ان جدى مختار الافندى اصغر فى السن من الشيخ المراغى بحوالى 15 سنه  وكذلك الاسلوب الادبى والبلاغى الذى كتبت به هذه  الرسالة والتى نصها                                                                     من جرجا
   فى 2/12/1352 هجريه                                                    
   حضرة الاستاذ الفاضل والهمام الكامل طراز المجد والافتخار سيدى
   الامجد الشيخ مختار بلغه الله من المقاصد ما يحب ويختار     امين 
   السلام عليكم ورحمة الله وبركاته                                          
   اما  بعد  تقديم  و اجب   الاحترام  اسبغ  عليكم   فيض  فضله  العام
    فلعلك انت وجميع الاسرة كما تحبون بل فوق ما يرون لكم المحبون 
                       سيدى الاستاذ                
 ارجو ان تكون قد علمت  الاجزاء  الموجودة  من شرح  العمروسى على
 متن إبى الضياء سيدى خليل وعرفت الجزء المفقود من الاجزاء الاربعة
 واذاً  فأملى  افادة  ابن  اخى السيد  دردير بهذا وهو يفيدنى بخطاب لاجل
 اتشرف  بحضورى  ببرديس  واراجع  الغرض من  ذلك الشرح  والرجاء
 ان  لا  تواخذنى و لكم مزيد الافضال على كل حال  وسلامى لجميع الاسرة
 الكريمة   و كل  من عندنا  يقبل  الكرام   و فى  الختام  اقبل  فائق  مزيد
  الاحترام  من كاتبه المحب المخلص                                               
         محمد محمد المراغى امام وخطيب            
                   مسجد الامير على بك                      
                            الفقارى                              
                             بجرجا                               

وجدى الشيخ مختار حسن عثمان الافندى رحمه الله حفيد عثمان أفندى حسين على  الديوركلى (1)    اما جده من ناحية والدته فهو حسن باشا ذهنى شغل فى جرجا عدة وظائف الى أن أصبح مديرا لمدرية جرجا سنة ( 1886 م  - الى 1889 م ) .
وكان جدى مختار رحمه الله  احد علماء برديس حيث أنه بعد أن حفظ القرأن الكريم فى بلدته برديس رحل الى الجامع الازهر فى القاهرة ليكمل دراسته هناك ومكث فى الازهر يدرس حوالى ست سنوات وقبل أن يحصل على درجة العالميه من الازهر الشريف ترك الدراسه فى الازهر وعاد الى بلده برديس وذلك لظروف عائلية ولكنه لم يترك الدراسه والعلم واستمر فى القراءة والاطلاع ودراسة جميع العلوم الشرعيه بنفسه فقد ترك لنا جدى الشيخ مختار مجموعة كبيرة من الكتب الدينيه فى جميع اقسام العلوم الشرعيه وما زالت موجوده حتى الان فى مكتبته الخاصه به .
ولم يكتفى جدى بتثقيف نفسه بنفسه فقط بل كان يتدارس العلوم المختلفه مع من يعرفهم من العلماء المحيطين به وهذه الرساله دليل على ذلك حيث ان العلماء كانوا يأتوا اليه فى برديس لتدارس العلم معه وهذا دليل على مدى العلم الذى وصل اليه جدى الشيخ مختار الافندى رحمة الله عليه .
وتزوج جدى من عائلة شريفة بجرجا اسوة  بجده المرحوم عثمان افندى الديوركلى وهى عائلة القطان بجرجا (2) حيث تزوج كريمة المرحوم احمد عبدالمنعم عبد الرحمن القطان وحفيدة المرحوم عبدالمنعم عبدالرحمن القطان(3)  والذى كان قاضيا شرعيا فى محكمة برديس الشرعية  فى القرن التاسع عشر كما اخبرتنى جدتى (عليها رحمة الله )  بذلك وكذلك  وجدت عقد شراء ارض خاص بجدى عثمان افندى الديوركلى مثبت فيه ان قاضى محكمة برديس الشرعية هو عبد المنعم عبدالرحمن القطان الجرجاوى  حرر هذا العقد فى يوم الاربعاء 29 من رمضان سنة 1282 هجرية الموافق 14/2/1866 ميلادية  .

undefined
والدى الشيخ احمد البدوى الافندى ( الشيخ بدوى الافندى ) ( 1945 م - 2009 م )
وانجب جدى مختار الافندى اربع بنات وولد واحد وهو والدى الشيخ احمد البدوى مختار الافندى وشهرته  (الشيخ بدوى الافندى ) ( 1945 م - 2009 م ) ميلادية وكان والدى رحمه الله يسير على منهج والده الشيخ مختار من الورع والعلم والتقوى .
ولقد اخبرنا الكثير ممن عاصروا جدى مختار الافندى انه كان من اهل العلم والتقوى المشهود لهم فى برديس واستمر جدى عاكفا على العلم والعباده الى ان توفاه الله سبحانه وتعالى يوم الجمعة 19/7/1946 الموافق 20 من شعبان  سنة 1365 هجرية  فى بلده برديس مركز البلينا محافظة سوهاج ودفن بها . 
رحم الله سبحانه وتعالى جدى مختار الافندى ووالدى الشيخ بدوى الافندى وجميع موتى المسلمين اجمعين .
 ‏مختار احمد البدوى الافندى‏.
( مختار الافندى )
______________________________________
(1) راجع المقال السابق بعنوان عائلة الافندى ..... احفاد عثمان افندى الديوركلى .
(2) عائلة القطان بجرجا من الاسر العريقة بجرجا ومن اشراف جرجا ولكنها انقرضت الان وهاجر اغلبهم الى القاهرة ولم يتبقى منهم فى جرجا غير الاستاذ سميح القطان ابن اخو جدتى عليها رحمة الله .
(3) راجع ايضا كتاب  تعطير النواحى والارجاء بذكر من اشتهر من علماء وأعيان مدينة الصعيد جرجا  للشيخ المراغى  حرف العين .

الثلاثاء، 2 أغسطس 2016

عصا احمد راشد الافندى التى انتقلت الى السادات

undefined
صورة ارشيفية من النت
بسم الله الرحمن الرحيم
حكى لى ابن عم والدى و زوج خالتى  المرحوم حسين نبيل ابراهيم الأفندى ( رئيس مدينة جرجا سابقا ) انه فى اواخر السبعينيات كان رئيسا لمدينة دار السلام ( اولاد طوق شرق ) محافظة سوهاج وهى بلد وزير الثقافة السابق محمد عبد الحميد رضوان وفى ذلك الوقت كان المرحوم محمد عبد الحميد رضوان نائبا فى مجلس الشعب عن دائرة دار السلام شرق ووكيلا لمجلس الشعب ولم يكن بعد قد تقلد منصب وزير الثقافة وكان صديقا لعمى حسين نبيل  .
وفى ذلك الوقت قابل عمى حسين نبيل خالى المرحوم امين محمد حافظ الافندى واثناء هذه المقابلة وجد عمى حسين نبيل مع خالى امين الافندى عصا جميلة مصنوعة من خشب الابنوس ولها يد من العاج ومصنوعة بطريقة جميله مما جعلها تحفة فنيه رائعة فاعجب بها عمى حسين وقال له من أين اتيت بهذه العصا الجميلة فقال له خالى امين عندما توفى ابن عم والدى وزوج عمتى  المرحوم احمد راشد الافندى وجدت هذه العصا فى مقتنياته فهو كان محبا للعصى فأخذتها فقال له عمى حسين انها عصا جميله فعلا وقيمه وعندما اعجب بها عمى حسين اقسم عليه خالى امين ان يتقبلها هدية منه والح عليه فقبلها عمى حسين .
وبعد فترة من الزمن تقابل عمى حسين نبيل  بالوزير محمد عبد الحميد رضوان  وكانت معه عصا احمد راشد الافندى التى أخذها من خالى امين الافندى فأعجب بها الوزير محمد عبد الحميد رضوان فأقسم عليه عمى حسين ان يقبلها هدية منه والح عليه فقبلها منه .
وبعد فترة من الزمن تقابل عمى  حسين نبيل الافندى مع الوزير محمد عبدالحميد رضوان  مرة أخرى فقال له هل تتذكر العصا التى اعطيتها لى هديه منذ فترة قال له نعم ما بها قال له لقد كنت فى مقابلة مع الرئيس محمد انور السادات فأعجب بها فأقسمت عليه ان يقبلها هدية  والحيت عليه فقبلها هدية منى .
وهكذا نجد ان عصا المرحوم  احمد راشد الافندى  بعد وفاته انتقلت الى خالى المرحوم امين محمد حافظ الافندى ومنه الى عمى المرحوم حسين نبيل الافندى  رئيس مدينة دار السلام شرق فى ذلك الوقت ومنه الى المرحوم الوزير محمد عبدالحميد رضوان وزيرالثقافة الاسبق ومنه الى يد المرحوم الزعيم الراحل الرئيس محمد انور السادات .
فياترى اين هى هذه العصا الان هل اهداها الرئيس السادات لشخص اخر رئيس دوله اخر كان يزور مصر وقتها او انها موجوده فى احد المتاحف ضمن مقتنيات الرئيس الراحل محمد انور السادات او انها موجوده مع اسرته ضمن مقتنياته الشخصيه او انها فقدت وذهبت الى المجهول ......الله اعلم ؟
مختار احمد البدوى الافندى

الأحد، 24 يوليو 2016

عثمان افندى الديوركلى ينقذ قرية من الاعدام

undefined
                                    صورة من النت 
بسم الله الرحمن الرحيم 
بعد تخرجى من كلية التربية جامعة الازهر سنة 1997 ميلادية شعبة طبيعة وكيمياء عملت سنة 1998 الى سنة 2001 مدرس لمادة الرياضيات بنظام الحصة فى معهد برديس الاعدادى الثانوى  الازهرى للبنين وهو نفس المعهد الذى حصلت فيه على الشهادة الاعدادية الازهرية قبل ذلك بنحو عشر سنوات تقريبا ومع ان تخصصى طبيعة وكيمياء الا اننى كنت محبا لمادة الرياضيات وكان وقتها يوجد عجز شديد فى هذه الماده ولا يوجد عجز فى مادة العلوم وهو تخصصى .
واثناء فترة عملى فى معهد برديس الازهرى كان يوجد وكيل للمعهد من احدى القرى التابعة لبرديس والتى تقع على النيل يسمى الشيخ زكريا وكان شيخا بشوشا ومحبوبا من الجميع .
وفى احدى المرات كنت جالس انا والشيخ زكريا فى فناء المعهد نحكى سويا واذ به يسألنى هذا السؤال :  
هل تعلم ان جدك عثمان افندى عندما كان حاكما فى برديس  انقذ قريتنا من الاعدام ؟ 
قلت له : لا والله لم اسمع بذلك .
ثم بدأ الشيخ زكريا  يروى لى هذه القصة حيث قال لى : حكى لى والدى عن جدى .
ان جدك عثمان أفندى عندما كان حاكما فى برديس وكان ذلك من حولى 150 سنة او اكثر كان احد امراء اسرة محمد على باشا مسافرا على احدى السفن او المراكب الكبيرة فى نهر النيل وكان معه العديد من الحرس والحاشية الخاصة به وعند مروره بالقرب من قريتنا سطى على سفينته بعض اللصوص واستطاع حرسه ان يقبض عليهم ويحتجزهم .
ثم قام الحرس بالتحقيق مع هؤلاء اللصوص وسألهم عن بلدهم فأتضح انهم من قريتنا فأصدر الامير حكما باعدام هؤلاء اللصوص واعدام جميع رجال القرية معهم مع ان باقى رجال القرية لا ذنب لهم فيما فعله هؤلاء اللصوص بسفينة الامير .
وارسل  الامير الى القاهرة لاستدعاء قوة لتنفيذ هذا الحكم على هذه القرية حتى تكون عبرة لباقى القرى ولا يجرؤ احد مرة ثانية على السطو على اى سفينة تمر عبر نهر النيل .
فأجتمع رجال قريتنا وذهبوا يبحثون عن  احد يتدخل ويتوسط لهم عند الامير حتى يتراحع عن هذا الحكم الجائر ويكتفى بأعدام اللصوص فقط ويترك باقى رجال القرية لانهم لا ذنب لهم فى هذه الجريمه .
فلم يجدوا احدا يستطيع ان يتوسط لهم عند الامير فكل من ذهبوا اليه خشى ان يتدخل فيؤخذ فى الرجلين كما يقال .
الى ان ذهبوا الى جدك عثمان أفندى وطلبوا منه ان يتوسط لهم عند الامير حتى يتراجع عن هذا الحكم  الجائر.
فكان عثمان أفندى الديوركلى هو الوحيد الذى قبل ان يتوسط  بين رجال قريتنا وبين  هذا الامير .
وفعلا ذهب جدك الى الامير فى سفينته واقنعه ان يعفوا عن جميع رجال القرية ويكتفى بأعدام اللصوص الذين سطوا على السفينة فقط لان باقى رجال القرية لا ذنب لهم .
واقتنع الامير بكلام عثمان افندى وقام بأعدام اللصوص فقط وعفى عن باقى رجال القريه وانتهى هذا الموضوع بسلام والحمد لله وكان ذلك بسبب تدخل عثمان أفندى وتوسطه بين قريتنا وبين هذا الامير .
 ‏مختار احمد البدوى الافندى‏.
      (  مختار الافندى )
_____________________________________
* لم يذكر لى الشيخ زكريا عندما قص لى هذه القصه اسم هذا الامير وغالبا هو لا يعرفه فقد مر على هذه الواقعه حوالى اكثر من 150 سنه وتناقلت من شخص الى اخر حتى وصلت اليه .
ولكنى قرأت فى كتاب يسمى " أدريس افندى فى مصر " وهو عبارة عن مذكرات لفنان ومستشرق فرنسى جاء الى مصر فى شبابه وعمل عند اسرة محمد على باشا فى عدة وظائف وكان يدعى " بريس دافين " ولكن  فى مصر اطلق عليه اسم " ادريس افندى " وتوفى عام 1879 ميلاديه بعد ان قضى اغلب حياته فى مصر  وكتب ادريس افندى مذكراته عن تلك الفترة التى قضاها فى خدمة اسرة محمد على والتى نشرت بعد وفاته فى هذا الكتاب " مذكرات ادريس افندى فى مصر " فقد وجدت فى هذا الكتاب صفحة 120 وهو يتحدث عن اسراف سعيد باشا بن محمد على ما يلى :-
" اصطحب سعيد باشا فى رحتله الى " طيبه " للاحتفال بعيد ميلاده 37 سفينه بخاريه كانت اخرها تحمل مسرحا للتمثيل " 
فمن الممكن ان يكون هذا الامير هو سعيد باشا ( 1822 - 1863 ) والذى تولى حكم مصر سنة 1854 ميلاديه وحتى وفاته سنة 1863 ميلاديه وان تكون هذه الحادثه وقعت له فى احدى هذه الرحلات التى كان يقوم بها .
ملحوظة : من يريد ان يعرف المزيد عن جدى عثمان افندى حسين على الديوركلى عليه ان يقرأ المقال السابق بعنوان عائلة الافندى ..... احفاد عثمان أفندى الديوركلى
 حيث يتم الضغط على الرئيسية او المقالات اعلى هذه الصفحة فتظهر له جميع المقالات فيختار مقال عائلة الافندى  او يتم الضغط على عنوان المقال مباشرة .

عائلة الأفندى ببرديس / البلينا / سوهاج

undefined
                      وثيقة كتبها عثمان أفندى لاخيه ابراهيم 

بسم الله الرحمن الرحيم

عائلة الأفندى ببرديس / البلينا / سوهاج

يعود تاريخ عائلة الافندى ببرديس عندما جاء جدهم عثمان أفندى حسين على الديوركلى التركى الى برديس ليتولى مهام عمله فيها

وعثمان أفندى الديوركلى من مواليد بلدة فى تركيا تسمى ديورك وهى تقع فى منطقة الاناضول كما هو مثبت فى احدى الوثائق الخاصه به وبأخيه ابراهيم الديوركلى ولا نعرف بالضبط تاريخ مولده ولكن تقريبا سوف يكون ما بين عامى ( 1980 - 1985) ميلاديه لان عثمان افندى عندما اتى الى برديس كان فى سن التقاعد من العمل العسكرى وهذا كان فى سن الخمسينات تقريبا وعاش فى برديس بعد ذلك اكثر من 30 عام الى ان توفاه الله سبحانه وتعالى  ( يستدل على هذه الفتره من عقد ارض اشتراها عثمان افندى يوم الاربعاء 29 من رمضان سنة 1282 هجرية الموافق 14/2/1866 ميلاديه ) اى تاريخ عقد الشراء مؤرخ بعد تاريخ الوثيقة السابقة ب30 عام .

وكان عمله فى برديس عندما اتى اليها هو مدير لمديرية جرجا (1) كما هو متواتر لدينا وكان ذلك فى اواخر عصر محمد على باشا حوالى سنة 1835 ميلاديه وقد كان جدنا عثمان افندى ضابط فى الجيش التركى ثم عمل فى الجيش المصرى ( جيش محمد على باشا والذى كان يقوده ابنه ابراهيم باشا والذى كلفه الخليفه العثمانى وقتها بالعديد من المهام خارج مصر ) و الذى كان وقتها جزء من الجيش العثمانى ثم تم اسناد هذه الوظيفه المدنيه الى جدى عثمان بعد انتهاء خدمته كضابط فى الجيش التركى كما هو معمول به وقتها .

undefined
احدى حجج شراء قطعة ارض اشتراها عثمان افندى بتاريخ اخر شوال سنة 1266 هجرية  الموافق 6/9/1850 

وجاء جدنا عثمان أفندى الى برديس واستلم مهام وظيفته الجديده ثم ارسل الى اخيه ابراهيم فى تركيا لكى يلحق به ليكون  عونا له فى غربته واعطى محمد على باشا لجدى عثمان افندى 300 فدان حيث كان وقتها تعطى الاراضى بديل للمرتبات ثم اعطاه بعد ذلك 1000 فدان اخرى ولكن جدى رفضها فهو كان يعتقد انه سوف يعود مرة اخرى الى تركيا فماذا يفعل بكل هذه الاراضى وهو ينوى تركها والرجوع الى بلده وكان مشهور عن جدى عثمان الورع والتقوى ويروى كذلك انه انقذ احدى القرى التابعة لبرديس من حكم  الاعدام الذى حكمه عليهم احد امراء اسرة محمد على  

وكان عثمان افندى الديوركلى محبا للقراءة والاطلاع وبالذات قراءة الكتب الخاصة بالمجال العسكرى وتاريخ القادة العظام والفتوحات التى قاموا بها وذلك باعتبار انه رجل عسكرى ويتضح ذلك من عثورى على احد الكتب الخاصة به والذى بعنوان  " تارخ اسكندر بن قيلبوس " وهذا الكتاب مكتوب باللغة التركيه ولكن بحروف عربيه حيث كان وقتها يتم كتابة اللغة التركيه بحروف عربية وهو تقريبا يتحدث عن تاريخ الاسكندر الاكبر والفتوحات الكثيرة التى قام بها .

وطبع هذا الكتاب فى مطبعة بولاق وهى اول مطبعة انشأها محمد على باشا فى مصر حيث يوجد فى اخر الكتاب مكتوب باللغة العربية ما نصه .

" وكان كمال طبعه الجميل * وتمام تمثيله الذى ليس له مثيل * فى دار الطباعة العامرة * الكائنة ببولاق مصر القاهره * لثنتى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الاول * المشتمل على المولد المفضل * سنة اربع وخمسين بعد المأتين والالف من هجرة خاتم النبيين صلى الله وسلم عليه وعلى اله الكرام واصحابه بدور التمام "

ويوافق تاريخ طبع الكتاب 4 من يونيو سنة 1838 ميلاديه  .

وبعد ذلك تزوج عثمان افندى واخيه ابراهيم اختين من عائلة البولاقى اشراف برديس ( حيث سأل جدى عثمان عن  عائلة شريفة من احفاد الرسول صلى الله عليه وسلم فاخبروه عن بيت البولاقى فى برديس حيث ان نسبهم موثق الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبدو ان ذلك كانت عاده عندهم وهو حب النسب مع احفاد الرسول صلى الله عليه وسلم )

واستقرا فى برديس وانجب عثمان أفندى من زوجته البولاقية 9 من الابناء 4 من الذكور وهم ( حسين أفندى - وحسن أفندى - و محمد امين أفندى - ومحمد على أفندى ) و5 من الاناث ثم تزوج عثمان أفندى من زوجه اخرى تركيه وانجب منها 3 ابناء اثنين  ذكور وهما ( احمد أفندى - و محمد أفندى ) وبنت واحدة فقط فأصبح ابناء عثمان أفندى من زوجتيه ( المصرية والتركية ) 12  من الابناء 6 ذكور و6 اناث وانجب اخيه ابراهيم 3 ابناء ذكور فقط وهم ( محمد أفندى - و احمد أفندى - و يوسف أفندى ) .

وهكذا استقرا عثمان افندى واخيه ابراهيم فى برديس ولم يرجعا مرة اخرى الى تركيا حتى توفيا فى برديس ودفنا بجوار ولى الله الشيخ عتمان ببرديس فى منطقة السويقه القديمة عطفة محى الدين الافندى المتفرعة من شارع الافنديات  بجوار منزل عثمان افندى والذى يطلق عليه بيت الوسية


undefined

 مقبرة عثمان افندى الديوركلى واخيه ابراهيم بجوار مقام ولى الله الشيخ عتمان الانصارى .

وكان يطلق علي بيت الوسية ايضا بيت المدير وحكى لى والدى ان هذا البيت كان يوجد به زنزانه للسجن ينفذ فيها الاحكام وكان به فلكه لعقاب المذنبين وكان هذا البيت مبنى على الطراز العثمانى ويوجد به العديد من المشربيات وكان يربطة بمنزل اخر يقع امامه تابع للعائلة ايضا ثقيفه ( ممر علوى مسور و مثقوف يربط بين المنزلين )  حتى يتم الانتقال بين المنزلين دون النزول للشارع  وتم هدم هذا البيت فى اواخر الثمانينات او بداية التسعينات  من القرن الماضى .

 ولم يتبقى بعد هدم منزل عثمان افندى الديوركلى غير عمود واحد فى اخر المنزل من الجهة الشرقيه حيث وجد العمال صعوبة بالغة فى هدمة فتركوه ليهدم فيما بعد وكأن هذا العمود أبى ان يهدم حتى يظل باقيا وشاهدا على عراقة وتاريخ هذا البيت وبعد فترة من هدمه تم بناء سور للبيت وبقى كما هو حتى الان  . 

و استقرت عائلة الافندى فى برديس وتناسلت وتكاثرت وانتشر ابنائها فى العديد من البلدان فمنهم من ذهب ليستقر فى القاهرة ومنهم من هو فى الفيوم وبعضهم فى جرجا و بعضهم فى سوهاج ولكن ما زال التواصل والارتباط العائلى كما هو ونعرف اسماء العائلة جميعا .

وعثمان أفندى هو الجد الثالث لى اى انه جد جدى مختار فأسمى كاملا هو .مختار " احمد البدوى " مختار حسن " عنمان أفندى " حسين على الديوركلى . 

ومن الملاحظ وجود الكثير من العائلات بأسم  " عائلة الأفندى " على مستوى الجمهورية بل و فى محافظتنا أيضا محافظة سوهاج  وذلك لان لقب أفندى كان منتشرا فى مصر فكل من هو متعلم او موظف كبير كان يطلق عليه لقب أفندى . 

ولذلك سوف نجد الكثير من العائلات يحملون لقب افندى سواء كان اصلهم تركى أو غير ذلك  لان لقب افندى لم يكن مقتصرا على الاتراك فقط واغلب هذه العائلات لا يربطهم ببعض سوى التشابه فى الاسم فقط حتى لو كان اصهلم واحد تركى  لان هناك الاف من الاتراك جاءوا الى مصر

 وسوف نجد كذلك عائلات تركيه كثيرة فى مصر لا تسمى بعائلة الأفندى ( راجع موقع ويكيبيديا :  العائلات التركيه فى مصر ) سوف تجد العشرات من العائلات التركية مذكورة فى هذا الموقع  وهناك عائلات تركيه كثيرة فى مصر لم تسجل فى هذا الموقع ايضا فالمذكور فى هذا الموقع من العائلات التركية  على سبيل المثال و ليس الحصر . 

فمن العائلات التركيه من كان موجود فى مصر قبل عصر محمد على باشا بمئات السنين ( وهؤلاء بعضهم من المماليك البحريه الذين كانوا يحكموا مصر فى العصر المملوكى ) والبعض الاخر كان يأتى من تركيا ليتولى بعض مهام الحكم او بعض الوظائف التى كان يسندها اليهم السلطان العثمانى وقتها . 

ومنهم من أتى مع محمد على فى الجيش التركى الذى أتى الى مصر عقب خروج الحملة الفرنسية من مصر وكان محمد على احد جنوده أو احد ضباطه وكان محمد على البانى وليس تركى ( حيث ان دولة البانيا حاليا كانت وقتها خاضعه للحكم العثمانى اى تتبع دولة الخلافة العثمانيه ) . 

و منهم من أتى بعد محمد على  حيث استمر قدوم الاتراك الى مصر طبقا للمهام التى كان يكلفهم بها السلطان العثمانى لان مصر فى عهد محمد على كانت ولايه عثمانيه اى تتبع الدولة العثمانيه وكان محمد على وقتها والى على مصر تحت امرة  السلطان العثمانى .

فجدنا عثمان أفندى أتى الى مصر بعد تولى محمد على حكم مصر بل جاء فى أواخر حكم محمد على تقريبا ما بين عامى ( 1830 - 1835 ) لان جدنا عثمان كان فى برديس تقريبا فى عام 1835 لان الوثيقه التى معنا والتى كتبت فى برديس بعد قدوم جدنا اليها بفترة يعود تاريخها الى 17 / 4 / 1836 ميلاديه وهناك من يقول انه اتى الى مصر قبل ذلك مع جيش محمد على الذى اتى لمحاربة الحملة الفرنسية على مصر سنة 1801 .

___________________________________
(1) بحثت فى هذه النقطه وجدت انه قام محمد على باشا بتقسيم مصر سنة 1833 الى سبع مدريات ومنها كانت مديرية  نصف اول قبلى ( جرجا واسيوط )  مديرية واحده  وكان لها عاصمتين جرجا واسيوط وقام بتعيين ابناءه وازواج بناته والمقربين له مدرين لهذه المدريات وهؤلاء المديرين كانوا يديرون هذه المدريات وقتها من القاهرة ولذلك قام هؤلاء المديرين بتعيين وكلاء لهم فى المديريات فكان فى كل مديريه اكثر من وكيل كل وكيل يختص بمنطقه وكان جميع هؤلاء الوكلاء الذين يقومون مقام المدير من الاتراك فقط . ( كتاب ادارة الاقاليم فى مصر د/ زين العابدين شمس الدين نجم طبعة اولى سنة 1988 صفحة 39 و 117 و 119 ) 

ومن يريد الاطلاع على مزيد من المعلومات عن جدى عثمان افندى حسين على  الديوركلى عليه بقراءة المقال المكتوب عنه فى المجلات الاتيه :

1 - مجلة اكتوبر العدد 1898 الصادر بتاريخ الاحد 10 من مارس 2013 م الموافق 28 من ربيع الثانى 1434 هجريه صفحة 62 - 63 مقال بعنوان " رحلة الافنديات من الاناضول الى برديس " للكاتب الصحفى ياسر البحيرى .

2 - مجلة الجسر العدد التجريبى الثانى الصادر فى ابريل سنة 2012 وهى مجلة تصدر عن جمعية  " الجسر الثقافى العربى التركى " صفحة 40 _ 42 مقال بعنوان " رحلة الافنديات من الاناضول الى برديس "  للكاتب الصحفى ياسر البحيرى .

3 - نفس المقال سوف نجده منشور فى موقع مصرس وهذا هو رابط المقال :

http://www.masress.com/october/136037
 ‏مختار احمد البدوى الافندى‏.
      ( مختار الافندى )
ملحوظة : من يريد ان يقرأ قصة انقاذ جدى عثمان افندى لاحدى القرى من الاعدام يقرأ المقال التالى حيث يضط اعلى المقال على الرئيسية او المقالات ويختار المقال وهو بعنوان عثمان افندى الديوركلى ينقذ قرية من الاعدام
او الضغط على عنوان المقال مباشرة